recent
آخر الأخبار

المغربية رشيدة داتي مكافحة بلغت مراكز القرار الفرنسية

باريس24
الصفحة الرئيسية

   من وسط فقير جاءت "رشيدة داتي" معلنة للفرنسيين أن الفقر لا يمنع من بلوغ مراكز القرار، وأن الأصول العربية لا تشكل عائقا كبيرا في الاندماج وتحقيق الأماني العِلْمِيَّة والعَمَلِيَّة والسياسية في بلاد الأنوار.


رشيدة داتي
رشيدة داتي


   ترعرعت في حي شعبي بسيط، وساعدت أمها في العمل في تنظيف المنازل، بعد ذلك اتجهت لتعمل كمساعدة في التمريض في أوقات فراغها، وذلك قصد تغطية تكاليف الدراسة، وكانت تساعد أمها في تربية إخوانها، ورغم المجهودات التي تبذلها في العمل وفي المنزل إلا أنها كانت تدرس باجتهاد وجدية.

    وُلِدَت "رشيدة" لأب مغربي وأم جزائرية، وقد كان والدها يشتغل في الجيش الفرنسي برتبة جندي، وذلك بعد مشاركته في تحرير فرنسا من القبضة النازية، كما كانت له مشاركة ضمن فيلم "الأهالي" للمخرج الجزائري "رشيد بوشارب"؛ فقد كان من أبطال هذا الفيلم، ولم يكن والد "رشيدة" يحلم يوما أن تصير ابنته وزيرة لها شأن كبير في فرنسا، لكن الأحلام عند "داتي" أصبحت حقيقة بالجد والدراسة والكفاح.

   لم تكن حياتها سهلة؛ بل عانت وواجهت صعوبات كثيرة؛ فقبل أن تصير رقما في المعادلة السياسية في فرنسا، تعرضت للكثير من الميز، لذلك فهي تقول دائما إنه من الضروري "التوقف عن النظر إلى الأجانب في فرنسا بنظرة انتقاص واحتقار" وعدم اعتبار الأجانب مجرد مصدر للمشاكل والقلق.

   لقد تحصلت "داتي" على العديد من الديبلومات والشهادات في مجلات الحقوق والاقتصاد وتسيير وتدبير الأعمال، تَمَّ تكليفها من طرف وزارة الداخلية الفرنسية بإعداد قانون يحد من الجنح في سنة 2005، كما تم تعيينها قاضية سنة 1997، لكن إصراراها من أجل التقرب من الرئيس "ساركوزي" رغبة في العمل مع فريقه سيدفعها لمراسلته ثلاث مرات ولم تتلق الرد إلا في المرة الثالثة، واستقبلها ساركوزي واستمع إليها واقتنع بما جاءت به من أفكار؛ فعمل على توظيفها، تم تعيينها في منصب ناطقة رسمية باسم ساركوزي أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، وتمكنت من فرض نفسها وشخصيتها القوية بسرعة كبيرة، وذلك اعتمادا على الحضور القوي والعمل الجاد، وقد ساعدتها النظرة التمييزية الإيجابية التي يتمتع بها ساركوزي في القيام بعمل جيد داخل مكتبه كوزير، ومن هنا ستدخل غمار الشهرة والمناصب العليا.

   وقد أَلَّفَت "داتي" كتابا حول نفسها يمكن تصنيفه ضمن جنس السيرة الذاتية، توضح من خلاله الظروف الاجتماعية التي نشأت فيها، وتفاصل مسارها الأكاديمي وتجربتها السياسية والعملية، وقد دافعت عن نفسها في هذا الكتاب ضد ما تعرضت له وتتعرض له من هجوم طرف بعض وسائل الإعلام.

   وتؤمن "داتي" بضرورة التفريق بين وِجْهَتَيْ نظر أو موقفين فرنسيين داخل فرنسا، الموقف الأول للفرنسيين المنفتحين الذين يؤمنون بفكرة التعايش مع المهاجرين كيفما كان نوعهم وعرقهم، أما الموقف الثاني؛ فهم الفرنسيون اليمينيون المحافظون الذين لا يتحملون فكرة أن يصل المهاجرون إلى مراكز القرار الفرنسية، إذ لا يقبلون أن يتولى أي مهاجر عربي أو إفريقي أو من أصول أخرى أي منصب كبير في الجمهورية الفرنسية.

google-playkhamsatmostaqltradent