recent
آخر الأخبار

الحضور اليهودي في السينما المغربية

باريس24
الصفحة الرئيسية

  ظهرت في السنوات الأخيرة أفلام وأعمال سينمائية خُصِّصَت لليهود المغاربة، وتناولت بكثير من الجرأة مواضيع تمس اليهود، وعلى رأسها هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل، والفراغ الذي تركوه بعد رحيلهم من المدن التي كانوا يسكنونها، إضافة إلى تسليط الضوء على التعايش الكبير الذي ميز علاقتهم بباقي الأسر المغربية، وحنينهم إلى العودة إلى المغرب.


 

الحضور اليهودي في السينما المغربية



فيلم "وداعا أمهات"

 

   يودع المخرج المغربي "محمد إسماعيل" أمهات يهوديات مغربيات هاجرن إلى إسرائيل؛ فذاكرة هذا المخرج مازالت تحتفظ بالعديد من ذكريات التعايش اليهودي مع المسلمين المغاربة، حيث كان شاهدا على هذا التعايش وهو طفل صغير بمدينة تطوان في خمسينيات القرن الماضي؛ إذ كانت النساء اليهوديات يختلطن كثيرا بنساء الأسر المغربية الأخرى، وقد اعتبرهن بمثابة أمهات، ومن هنا استوحى عنوان فيلمه "وداعا أمهات".

 

يما اليهودية

 

   يتناول الفيلم قصة شيقة ليهودية تزوجت بمسلم وأخفت أصولها عن أبنائها حتى أصبحت على فراش الموت؛ فأخبرتهم بأنها يهودية، وطلبت منهم دفنها في المقبرة اليهودية بجانب قبور والديها. كما تناول الفيلم مسألة الأبناء المولودين من أم يهودية وأب مسلم ونظرة المجتمع إليهم.

 

فين ماسي ياموشي

 

   فيلم "فين ماشي ياموشي" لمخرجه "حسن بنجلون" من الأفلام الهامة التي تتناول التعايش الذي كان يطبع علاقة اليهود المغاربة ببقية الأسر المغربية؛ فالمخرج "بنجلون" جمعته في خمسينيات القرن الماضي علاقات صداقة مع أبناء الجيران اليهود خلال طفولته، ولكن تلك الصداقة سرعان ما اختفت عندما هاجر اليهود بشكل جماعي، إذ مست الهجرة في بداية الستينيات ما يقارب 300 ألف يهودي مغربي.

 

أوركسترا منتصف الليل

 

   يروي فيلم أوركسترا منتصف الليل قصة حنين مطرب يهودي مغربي إلى المغرب وأصدقائه الموسيقيين المغاربة بعدما هاجر إلى  فرنسا، وهو المخرج اليهودي "جيرويم أوليفار كوهن" ويروي الفيلم قصة عودة هذا الأخير إلى مدينة الدار البيضاء المغربية بحثا عن أصدقائه القدامى، وحين اقترب أجل وفاته حث ابنه على مواصلة البحث عن أصدقائه ليشيعوه إلى مثواه الأخير، ونجح الابن في تنفيذ وصية أبيه، وأفلح في العثور عليهم ليكتشف من خلالهم أشياء كثيرة كان يجهلها عن تعايش اليهود المغاربة مع باقي الأسر المغربية، ويكتشف الكثير من الأشياء التي كانت مكتنزة في ذاكرة ووجدان والده، والتي ظل يحملها معه رغم رحيله إلى بلاد الأنوار، وقد شارك الشريط السينمائي في عدة مهرجانات مغربية ودولية، وهو من الأفلام المتميزة التي تناولت التعايش اليهودي مع باقي الأسر المغربية.

 

   لقد نجحت السينما المغربية في نقل الكثير من ذاكرة اليهود المغاربة الذين هاجروا إلى إسرائيل، وخلفوا وراءهم إرثا ثقافيا كبيرا في المغرب، ومازال المغاربة يعرفون ملاحات اليهود ومساكنهم ومدافنهم رغم مرور الكثير من الوقت على رحيلهم، ورغم ما نقلته السينما المغربية عن تاريخ اليهود بالمغرب إلا أن جزءا كبيرا من هذا التاريخ مازال مجهولا لم يتم النبش فيه بعد.

google-playkhamsatmostaqltradent