قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالإعلان يوم الجمعة الماضي أن القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ستصبح مركزًا رئيسيا لانطلاق العمليات الفرنسية في إفريقيا، وذلك بعد انسحاب القوات الفرنسية من منطقة الساحل الإفريقي، وقد أدلى بتصريحاته خلال زيارته للقاعدة الجوية رقم 188 في جيبوتي، وذلك أثناء حضوره عشاء عيد الميلاد مع الجنود الفرنسيين المتمركزين هناك.
وأكد ماكرون، في خطابه أمام 1500 جندي فرنسي في
القاعدة، أن جيبوتي تحتل موقعًا استراتيجيًا مهما إذ ستتيح لفرنسا التركيز على
مناطق مثل البحر الأحمر والمحيط الهندي والهندو-باسيفيك، بدلًا من الاقتصار فقط
على القارة الإفريقية، كما أضاف أن هذه القاعدة سيتم اعتمادها كنقطة انطلاق للمهام
الفرنسية في القارة الإفريقية، مما يعكس نوعا من التحول الضروري في الاستراتيجية
الفرنسية تجاه هذه القارة.
وذهب الرئيس الفرنسي إلى أن هذا التحول يأتي نتيجة التغيرات الجيوسياسية في إفريقيا، ويشمل هذه التغيرات انسحاب القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر بين عامي 2022 و2023، بعد صعود أنظمة عسكرية جديدة إلى السلطة في هذه الدول، وازدياد تقاربها السياسي والعسكري مع روسيا، وشدد على أن فرنسا تسعى حاليًا إلى تعزيز وبناء شراكاتها مع الدول الإفريقية على أساس الاحترام المتبادل.
ويأتي هذا التحول في سياق التغيرات الجيوسياسية
في إفريقيا، بما في ذلك الانسحاب الفرنسي من مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر بين سنتي
2022 و2023 بعد وصول أنظمة عسكرية جديدة إلى سدة الحكم وتزايد تقارب هذه الأنظمة
مع الطرف الروسي، وأكد ماكرون أن فرنسا تسعى جاهدة اليوم إلى بناء شراكات أكثر
توازنًا واحترامًا مع الدول الإفريقية.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التشادية أن
القوات الفرنسية قد شرعت في انسحابها من تشاد في 20 دجنبر؛ وذلك استجابة لطلب رسمي
من الحكومة التشادية في شهر نونبر الماضي. كما أن السنغال أظهرت رغبتها وعزمها عن إغلاق
القواعد العسكرية الفرنسية المتواجدة على أراضيها.
وتزامنا مع هذا الانسحاب، تعمل فرنسا على تقليص وجودها العسكري في قواعدها في الغابون وكوت ديفوار، مع وضع استراتيجيات لتحويل هذه القواعد إلى مواقع مشتركة مع القوات العسكرية المحلية، ومع ذلك، تُعد قاعدة جيبوتي استثناءً، إذ تضم أكبر تجمع للقوات الفرنسية المتواجدة خارج فرنسا، وتحتفظ بأهميتها الاستراتيجية، ومن جهة أخرى فقد قامت فرنسا وجيبوتي بتوقيع اتفاقية جديدة للتعاون الدفاعي بين البلدين في يوليو الماضي.